حال الأبرار الناجين بعد الحساب
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤))
الإعراب :
(هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ هاؤُمُ) : اسم فعل أمر بمعنى خذوا ، و (كِتابِيَهْ) : مفعول منصوب ل (اقْرَؤُا) وفيه دليل على إعمال الفعل الثاني ، ولو أعمل الأول لقال : «اقرؤوه» ففيه تنازع بين (هاؤُمُ) و (اقْرَؤُا).
(هَنِيئاً) حال ، أي متهنئين.
(كُلُوا) إنما جمع الخطاب في (كُلُوا) بعد قوله : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ) لقوله : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ) و (مَنْ) مضمّن معنى الجمع.
البلاغة :
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ : هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) مقابلة مع ما بعده : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ ..).
(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ، فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ ، قُطُوفُها دانِيَةٌ ... الْخالِيَةِ) توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات ، ويسمى في علم البديع السجع المرصع.
المفردات اللغوية :
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) تفصيل للعرض على الله. (فَيَقُولُ) تفاخرا. (هاؤُمُ) خذوا. (ظَنَنْتُ) تيقنت أو علمت. (مُلاقٍ) معاين. (راضِيَةٍ) ذات رضا ، يرضى بها أصحابها. (عالِيَةٍ) مرتفعة المكان والدرجات. (قُطُوفُها) ثمارها ، أي ما يجتني من الثمر ، جمع قطف : وهو ما يجتنى بسرعة ، والقطف بالفتح : المصدر. (دانِيَةٌ) قريبة ، يتناولها القائم والقاعد والمضطجع.