القيامة ، وإما بريح بلغت من قوة عصفها أنها تحمل الأرض والجبال ، أو بملك من الملائكة.
٣ ـ بعد النفخة الأولى في الصور وتفتت الأرض والجبال تقوم القيامة ، وتتصدع السماء وتتفطّر ، وتصبح ضعيفة واهية غير متماسكة الأجزاء ، إيذانا بزوالها وتبدلها وخرابها ، بعد ما كانت محكمة شديدة.
٤ ـ تكون الملائكة حين انشقاق السماء على أطرافها ، بعد أن كانت السماء مكانهم ، فإذا انشقت صاروا في أطرافها ، ينتظرون ما يؤمرون به في أهل النار من السّوق إليها ، وفي أهل الجنة من التحية والكرامة.
٥ ـ يكون فوق أولئك الملائكة ثمانية أملاك أو ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلا الله يحملون العرش الذي أراده الله بقوله : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) [المؤمن ٤٠ / ٧] وقوله : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) [الزمر ٣٩ / ٧٥]. ذكر الثعلبي عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «أن حملة العرش اليوم أربعة ، فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله تعالى بأربعة آخرين ، فكانوا ثمانية». وخرجه الماوردي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يحمله اليوم أربعة ، وهم يوم القيامة ثمانية».
٦ ـ في يوم القيامة الرهيب يعرض العباد على الله للحساب والجزاء ، كما قال تعالى : (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا) [الكهف ١٨ / ٤٨] وليس ذلك عرضا يعلم به ما لم يكن عالما به ، بل معناه الحساب وتقرير الأعمال عليهم للمجازاة ، فلا يخفى على الله من أمورهم شيء ، فالله عالم بكل شيء من الأعمال. وكل من الحمل والعرض لا يعني التجسيم والتشبيه بالمخلوقات ، وإنما للتصوير والرمز والتقريب إلى الأذهان.