الخطب يوم القيامة ، يطالبون تقريعا وتوبيخا بأداء الصلاة والسجود ، فلا يتمكنون عقابا لهم بنقيض ما كانوا عليه في الدنيا ، وتكون أبصارهم ذليلة خاسئة منكسرة ، وتغشاهم الذلة والمهانة ، وذلك أن المؤمنين يرفعون رؤوسهم ، ووجوههم أشد بياضا من الثلج ، وتسودّ وجوه المنافقين والكافرين حتى ترجع أشد سوادا من القار.
تخويف الكفار من قدرة الله تعالى وأمر النبي صلىاللهعليهوسلم
بالصبر والتذكير العالمي بالقرآن
(فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤٧) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨) لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (٤٩) فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٥٠) وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١) وَما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٥٢))
الإعراب :
(فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ .. مَنْ) : في موضع نصب ؛ لأنه معطوف على ياء المتكلم في (فَذَرْنِي).
(لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ) قال : (تَدارَكَهُ) بالتذكير ؛ لأن تأنيث النعمة غير حقيقي ، أو حملا على المعنى ؛ لأن النعمة بمعنى النعيم. وقرئ بالتأنيث تداركته نعمة بالتأنيث حملا على اللفظ (وَهُوَ مَذْمُومٌ) الجملة حال.