(وَإِنْ يَكادُ إِنْ) مخففة من الثقيلة بدليل اللام.
(لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) قرئ بضم الياء وفتحها ، وهما لغتان ، والضم أفضل.
المفردات اللغوية :
(فَذَرْنِي) دعني واتركني. (وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ) اتركه إلي فإني أكفيكه ، والحديث : القرآن. (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) نأخذهم تدريجيا أو قليلا قليلا. والاستدراج : أن تنزل بالمرء درجة درجة إلى حيث تريد لتوريطه فيه ، والمراد هنا : سندنيهم من العذاب تدريجيا بالإمهال وإدامة الصحة وازدياد النعمة. (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) أنه استدراج ، وهو الإنعام عليهم ؛ لأنهم حسبوه تفضيلا لهم على المؤمنين.
(وَأُمْلِي لَهُمْ) وأمهلهم وأطيل لهم المدة. (كَيْدِي) تدبيري. (مَتِينٌ) شديد لا يطاق ، ولا يدفع بشيء. (أَمْ تَسْئَلُهُمْ) بل أتسألهم على تبليغ الرسالة. (أَجْراً) أجرة على البلاغ. (مَغْرَمٍ) غرامة مالية يعطونكها. (مُثْقَلُونَ) محمّلون أثقالا ، فيعرضون عنك ، ولا يؤمنون بك.
(الْغَيْبُ) الشيء المغيب الذي استأثر الله بعلمه ، أو اللوح المحفوظ الذي فيه الغيب. (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) أي يحكمون به ويستغنون به عن علمك ، ويكتبون منه ما يقولون. (لِحُكْمِ رَبِّكَ) قضاؤه فيهم وإمهالهم وتأخير نصرتك عليهم. (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) وهو يونس عليهالسلام في الضجر والعجلة. (نادى) دعا ربه في بطن الحوت. (مَكْظُومٌ) مملوء غيظا وغما ، مأخوذ من كظم السقاء : إذا ملأه.
(تَدارَكَهُ) أدركه. (نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ) رحمة من الله وهي التوفيق للتوبة وقبولها. (بِالْعَراءِ) الأرض الخالية عن الأشجار والزروع. (وَهُوَ مَذْمُومٌ) ملوم مطرود عن الرحمة والكرامة. (فَاجْتَباهُ رَبُّهُ) اصطفاه ورد إليه الوحي والنبوة. (مِنَ الصَّالِحِينَ) من الأنبياء الكاملين في الصلاح. (لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) ينظرون إليك نظرا شديدا يكاد أن يصرعك ويسقطك من مكانك ، والمعنى : إنهم لشدة عداوتهم ينظرون إليك شزرا بحيث يكادون يزلون قدمك ويرمونك. (لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) القرآن. (وَيَقُولُونَ) حسدا وعداوة. (إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) بسبب القرآن الذي جاء به ، حيرة من أمره وتنفيرا عنه. (إِلَّا ذِكْرٌ) موعظة وتذكير. (لِلْعالَمِينَ) الجن والإنس ، فلا يحدث بسببه جنون. قال البيضاوي : لما جننوه لأجل القرآن ، بيّن أنه ذكر عام ، لا يدركه ولا يتعاطاه إلا من كان أكمل الناس عقلا ، وأمتنهم رأيا.