ما يسرني أن أموت ، وأدَعَ ما يزن قيراطاً ١ .
قال الواقدي : ثم إن عثمان حظر على الناس أن يقاعدوا أبا ذر ، أو يكلموه ، فمكث كذلك أياماً .
ثم أتي به ، فوقف بين يديه ، فقال أبو ذر : ويحك يا عثمان أما رأيت رسول الله ( ص ) ورأيت أبا بكر وعُمر ! هل هَدْيُكَ كهديِهم ، أما إنَّك لتبطُش بي بطشَ جبَّار ! .
فقال عثمان : أخرج عنا من بلادنا ـ ٢ الى آخر الرواية .
وفي مروج الذهب :
فقال له عثمان : وارِ عني وجهك .
فقال : أسير الى مكة . قال : لا والله ؟
قال : فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتى أموت ؟ قال : إي والله .
قال : فالى الشام ، قال : لا والله .
قال : البصرة . قال : لا والله ، فاختر غير هذه البلدان .
قال : لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك . ولو تركتني في دار هجرتي ، ما أردت شيئا من البلدان ، فسيرني ، حيث شئت من البلاد .
قال : فاني مسيرك الى الربذة .
قال : الله أكبر ، صدق رسول الله ( ص ) قد أخبرني بكل ما أنا لاق .
قال : عثمان : وما قال لك ؟
قال : اخبرني بأني أمنع عن مكة ، والمدينة ، وأموت بالربذة ، ويتولى
__________________
(١) مروج الذهب ٢ / ٣٤٠ .
(٢) شرح النهج ٨ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ .