إثَارَةُ الفِتَن
ولكن مع ذلك ، فان الفتنة لم تنته بعد ، فقد كانت خيوطها تنسج في أقبية النفاق والضلال من قبل أدعياء الاسلام ، فقد حاولوا غير مرة ، جاهدين ، في إشعالها .
من ذلك : أن أبا سفيان أقبل الى علي (عليه السلام) قائلا له :
« اني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم ، يا آل عبد مناف ، فيم يلي أبو بكر من أموركم ؟ أين المستضعفان أين الأذلّان عليّ والعباس ؟ ما بال هذا الامر في أقل حيّ من قريش ؟ »
ثم قال لعلي ( ع ) : أبسط يدك أبايعك ، فوالله لئن شئت ، لأملأنها عليه خيلا ورجلا . فأبى علي عليه السلام . « وقال : إنك تريد أمرا لسنا من أصحابه ، وقَد عهد الي رسول الله ( ص ) عهدا ، فأنا عليه » ١
فتمثل أبو سفيان بشعر المتلمس :
ولن يقيم على خسف يراد به |
|
إلا الأذلّان عير الحي والوتدُ |
هذا على الخسف معكوس برمته |
|
وذا يشج فلا يبكي له أحد |
__________________
(١) هذه الفقرة موجودة في شرح النهج ٦ / ١٨ .
(٧)