فزجره علي ( ع ) ، وقال : والله إنك ما أردت بهذا إلا الفتنة ، وانك والله طالما بغيت للاسلام شرا . لا حاجة لنا في نصيحتك ١ .
لقد كان هذا الرد طبيعيا من الإمام علي ( ع ) أخ النبي ، ووصيه ، ووزيره ـ كما ورد عن النبي ( ص ) ـ فلقد كان ( ع ) يرمي من وراء ذلك الى الحفاظ على وحدة المسلمين ووحدة كلمتهم ليبقى الاسلام ويستمر في مسيرته .
وحاول آخرون إيقاع الفتنة بين المهاجرين والانصار مرة ثانية ، فكان أمير المؤمنين علي عليه السلام يقف سدا منيعا في وجوههم ، لا يترك لهم في ذلك فرصة تمر .
فقد حاول عمرو بن العاص من خلال كلام قاله في محضر من المهاجرين والانصار ، أن يثير حفيظة المهاجرين على الانصار ، حيث انتقص من مكانتهم ، وأتهمهم بأنهم : إنما أووا النبي ( ص ) طمعا بالملك أو الإمرة من بعده . وفي ذلك يقول :
تمنيتم الملك في يثرب |
|
فأُنزِلَتِ القدرُ لم تُنضَج |
في أبيات ، أجابه عليه فيما بعد ، شاعر الانصار ، النعمان بن العجلان : بعد كلام له ، منها :
فقل لقريش نحن أصحاب مكة |
|
|
ويوم حنين والفوارس في بدر |
وكان هواناً في عليّ وإنه |
|
|
لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري |
وعاود بن العاص الكرة ، بتحريض من سفهاء قريش ،
__________________
(١) الكامل ٢ / ٣٢٦ وفي الطبري ٣ / ٢٠٢ .