أبوذَرّ العَالِم
نكتفي هنا بعرض لما قيل وكتب حول علم أبي ذر ( رض ) فان في ذلك صورة واضحة عما يتمتع به هذا الصحابي الجليل من العلم والفضل .
قال أمير المؤمنين علي ( ع ) : وعى علماً عُجز فيه ، وكان شحيحا حريصا على دينه ، حريصا على العلم ، وكان يكثر السؤال ، فيعطى ويمنع ، أما أن قد ملیء له في وعائه حتى امتلأ .
وقال أبو نعيم في الحلية : أول من تكلم في علم البقاء والفناء ، وثبت على المشقة والعناء وحفظ العهود والوصايا ، وصبر على المِحَن والرزايا . . الى أن قال : أبو ذر الغفاري رضي الله عنه خدم الرسول وتعلم الاصول ، ونبذ الفُضول .
وقال ابن حجر في الإصابة : كان يوازي ابن مسعود في العلم ١ .
وجاء في كتاب فنون الاسلام ، في أول من جمع حديثا الى مثله في باب واحد ، وعنوان واحد من الصحابة الشيعة ، وهم : أبو عبد الله سلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ( رض ) وقد نص على ذلك ، رشيد الدين بن شهر آشوب في كتابه : معالم علماء الشيعة . وذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي
__________________
(١) الغدير ٨ / ٣١١ ـ ٣١٢ .