في السَّقيفَة
ما ان التحق الرسول ( ص ) بربه ، حتى بدأ العد العكسي يأخذ مجراه . فبدأت النوازع العصبية تبرز على الساحة بكل ما تحمل من أخطار ، تشتت الوحدة ، وتفرق الكلمة ، وهذا ما جرى في سقيفة بني ساعدة ، فقد تنازع المهاجرون والانصار في الامر من جهة ، وثارت ثائرة الاوس والخزرج ـ التي أطفأ الاسلام نائرتها ـ من جهة أخرى .
واليك لقطات سريعة عن ذلك ـ كما في شرح النهج :
قال سعد بن عبادة ـ سيد الخزرج ـ في خطبته : « فشدوا يديْكم بهذا الامر ، فانكم أحق الناس ، وأولاهم به ! »
وقال الحباب بن المنذر : « فمنا أمير ومنهم أمير ! ! »
فقال عمر : « هيهات ! لا يجتمع سيفان في غمد ، إن العرب لا ترضى أن تؤمركم ونبيها من غيركم . ! »
فقام الحباب ، وقال : « لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه ، فيذهبوا بنصيبكم من الامر . »
فلما رأى بشير بن سعد الخزرجي ، ما اجتمعت عليه الانصار من تأمير سعد بن عبادة ـ وكان حاسدا له ـ قال : إن محمداً صلى الله عليه وسلم رجل من قريش ، وقومه أحق بميراث أمره .