مَوقف أبي ذَرّ مِن مُعَاويَة
ففي الشام ، كان المجال لأبي ذر أوسع من أي بلد آخر . كما كانت نظرته الى معاوية ، تختلف عن نظرته الى عثمان .
فهو يعرف معاوية على حقيقته ، ويعرف إسلام معاوية واسلام أبيه من قبله ، لذلك كان صريحا في أقواله ، وخطبه ، ومواعظه ، وواضحا في دعوته ومنهجه . .
كان صريحا في موقفه الذي ربما تكتم منه بعض الشيء في المدينة ، فكان يركز على الانحراف السائد آنذاك ، واستئثار الولاة بالفيء ، وعدولهم عن جادة الحق ، واطفائهم للسنة ، واحيائهم للبدعة . الى غير ذلك ، مما يدعو الى اثارة الناس .
وبذلك فتح على عثمان جبهة جديدة ـ ربما لم تخطر على باله ـ استهدفته ومعاوية معاً .
« كان يقوم في كل يوم ، فيعظ الناس ، ويأمرهم بالتمسك بطاعة الله ، ويحذرهم من ارتكاب معاصيه ، ويروي عن رسول الله ( ص ) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم السلام ويحضهم على التمسك بعترته . » ١
__________________
(١) الاعيان ١٦ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦ .