حُلمُ الأمَويّين
حَلُم الأمويون طويلا ، بالحكم والرياسة والمجد ، قبل البعثة النبوية المباركة ، لأن المسألة ـ بنظرهم ـ لا تعدو المفخارة بالإيلام ، والإطعام ، ونحر الجُزر ، على مرأى من الحَكَمِ الذي يختارونه للبتِّ فيما بينهم ، والحكم إمَّا لهم ، وإمَّا عليهم .
لكن هذا الحلم الطويل ، بترته البعثة النبوية المباركة ، فعاد سراباً بِقيعة .
يظهر ذلك ، من خلال ما قاله بعض قادتهم وزعمائهم . قال :
« تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، حتى اذا تحاذينا على الركب ، وكنا كفرسي رهان ، قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك مثل هذا ؟ واللات لا نؤمن به ولا نصدقه . » ١
لقد كانت نبوة محمد ( ص ) مفاجأة رهيبة بالنسبة للفكر العربي المتخلف ـ آنذاك ـ كما كانت ضربة قاصمة في صميم العصبية الجاهلية ، لذلك ، رأينا قريشا ، وقد تألبت وأجمعت على حرب النبي ( ص ) ومكافحة رسالته ، وان الأمويين ـ أبناء العم ـ هم الذين اضطلعوا بذلك ، فكانوا
__________________
(١) حياة الامام الحسن ١ / ٢١ .