على رأس الحملات المضادة للنبي ( ص ) ولرسالته السمحاء . سيَّما وأنهم يعتبرون أنفسهم غرماء مجد للهاشميين .
وأظهر الله نبيه ( ص ) على قريش وكافة من ناهضه من المشركين ، فانتصر المسلمون انتصارات متتالية ، انتصر فيها الحق على الباطل ، والخير على الشر ، وأخذ الاسلام يشق طريقه نحو القمة ، ويأخذ مكانه في النفوس ، بروحيته السمحة ، ومبادئه العالية . .
ولا غرو في ذلك ، ولا عجب . فقد استصفى الله الانسان من دون سائر مخلوقاته ، واستصفى للانسان دين الاسلام ، فقال تعالى :
« إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ . »
لقد أرسى النبي الكريم ( ص ) قواعد الرسالة الكريمة ، وأحكم دعائمها ووطد أركانها وأعاد للانسانية شرفها وكيانها ، بعد أن كانت ضحية أهواء الجبابرة وأرباب السلطان ، من شذاذ الآفاق الذين لا همَّ لهم إلا إشباع رغباتهم ونزواتهم على حساب الضعفاء من عامة الناس .
والتحق صلى الله عليه وآله بربه راضيا مرضيا ، وظل حُلمُ الامويين محالا في قاموس الاسلام ، ولكن ما ان مضت فترة من الزمن وجيزة ، حتى عاد هذا الحلم يراود أهله من جديد ، فقد بدأ يتمطى عن رقدة طويلة ، عادت بعدها آمالهم خضراء مورقة . فها هي إمارات « ملك بني أمية » تلوح من قريب ، بعد ان كانت بعيدة عن دنيا الاسلام .
إنه
« الملك » في مفهوم بني أمية و « الخلافة » في مفهوم الاسلام . وما أبعد ما بينهما . إنه كالبعد بين الحق ، والباطل ، خطان متوازيان ، ذاك يدعو الى الجنة ، وهذا يجر الى النار ، وذاك ينصر المظلوم ـ في الله ـ