فكتب عثمان الى معاوية : ان أحمل جندبا اليّ على اغلظ مركب ، وأوعره ، فوجَّه به مع من سار به الليل والنهار ، وحمله على شارف ١ ليس عليها إلا قتب حتى قدم به المدينة ، وقد سقط لحم فخذيه من الجهد .
دخوله على عثمان
وفي رواية الواقدي : أن أبا ذر لما دخل على عثمان ، قال له :
لا أنعم الله بقين عينا |
|
نعم ولا لقاه يوماً زينا |
|
تحية السخط اذا التقينا |
|
فقال أبو ذر : ما عرفت اسمي ( قيناً ) قط .
وفي رواية أخرى : لا أنعم الله بك عينا يا جنيدب !
فقال أبو ذر : أنا جندب ، وسماني رسول الله ( ص ) عبد الله ، فاخترت اسم رسول الله ( ص ) الذي سماني به على اسمي .
فقال له عثمان : أنت الذي تزعم أنا نقول : يد الله مغلولة ، وان الله فقير ونحن أغنياء !
فقال أبو ذر : لو كنتم لا تقولون هذا ، لأنفقتم مال الله على عباده ، ولكني أشهد أني سمعت رسول الله ( ص ) يقول . « اذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا ، جعلوا مال الله دُوَلا ، وعباده خَوَلا ، ودينه دَخَلا » .
فقال عثمان لمن حضر : أسمعتموها من رسول الله ؟
قالوا : لا .
قال عثمان : ويلك يا أبا ذر ! أتكذب على رسول الله ؟
__________________
(١) الشارف : الناقة المسنَّة .