على دنياهم ، وخِفتَهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه ، واهرَب منهم بما خفتهم عليه ، فما أحوَجُهم الى ما منعتهم ، واغناك عمَّا منعوك !
وستعلم من الرابحُ غدا ، والأكثرُ حُسَّدا ، ولو أن السمواتِ والأرضينَ كانتا على عبد رتقاً ، ثم اتقى الله ، لجعل الله له منهما مخرجا .
لا يؤنسنك الّا الحق ، ولا يُوحشنَّك إلا الباطل ، فلو قبلتَ دنياهم لأحبُّوك ولو قرضتَ منها لأمنُّوك ١ .
وجاء في رواية ابن عباس : عن ذكوان ـ وكان حافظاً ـ . كما في شرح النهج .
قال ذكوان : فحفظت كلام القوم . فقال علي عليه السلام : يا أبا ذر ، انك غضبت لله ، إن القوم خافوك على دنياهم ، وخفتهم على دينك ، فامتحنوك بالقِلى ، ونفوكَ الى الفلا . والله لو كانت السموات . . الخ .
ثم قال علي عليه السلام لأصحابه : « ودِّعوا عمَّكم ، وقال لعقيل : ودِّع أخاك .
كلام عقيل
فتكلم عقيل : فقال : ما عسى أن نقولَ يا أبا ذر ، وأنت تعلم أنا نحبُّك ، وأنت تُحبُّنا ! فاتق الله ، فان التقوى نجاة ، وإصبر ، فان الصبرَ كَرم ، وإعلم أن إستثقالك الصبرَ ، من الجزعِ . واستبطاءَك العافيةَ ، من اليأسِ ، فدَع اليأس والجزع .
__________________
(١) نهج البلاغة ٢ / ص ١٢ ـ ١٣ .