وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ).
فكما الاستعراضات الرسولية والرسالية تهدف (عُذْراً أَوْ نُذْراً) كذلك استعراض سائر الآيات تهدف (عُذْراً أَوْ نُذْراً) لتكون كلمة الله وحجته هي البالغة في الخلق أجمعين.
(فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)(١٠٢).
(فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ) هؤلاء المكذبون أن يأتيهم (إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ) من المكذبين؟ (قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) مثل أيامهم لكم ، وهنا «معكم» تلمح إلى معية ذلك الانتظار دون أن يكون له (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأمر شيء.
(ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)(١٠٣).
وهل إن بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رسل حتى (نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا)؟ وقد ختمت به الرسالة والنبوة! كلّا ، حيث لا تعني «ثم» هنا ما ينتظر من مستقبل العذاب ، بل القصد مجموعة أيام العذاب لمن يستقبل إلى من مضى ، (ثُمَّ نُنَجِّي) في حقول العذاب (رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا) معهم «كذلك» كان (حَقًّا عَلَيْنا) على مدار الزمن الرسالي (نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ).
(قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(١٠٤).
(إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) في الطاعة والعبادة ، أهما لله لا شريك له ، أم لمن دون الله ، أم جمعا بين الأمرين ، «ف» ها أنا أعلن في هذه الإذاعة القرآنية أنني «لا أعبد (الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ)بأي وجه وعلى أية حال (وَلكِنْ أَعْبُدُ) الله (الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ) أحياء وأمواتا ويوم إليه تحشرون ، (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بالله وحده لا شريك له.