المنكر فألفه ، وبسيء به ووافقه ، حتى شابت عليه مفارقه ، وصبغت به خلائقه ، ثم أقبل مزيدا كالتيار لا يبالي ما غرّق ، أو كوقع النار في الهشيم لا يحفل ما حرّق ـ
أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، والأبصار اللامحة إلى منار التقوى؟ ـ
أين القلوب التي وهبت وعوقدت على طاعة الله ـ
ازدحموا على الحطام ، وتشاحوا على الحرام ، ورفع لهم علم الجنة والنار فعرفوا عن الجنة وجوههم وأقبلوا إلى النار بأعمالهم ، ودعاهم ربهم فنفروا وولّوا ، ودعاهم الشيطان فاستجابوا واقبلوا» (الخطبة ١٤٤).
ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٦) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ