الصفحات من الفرقان التي تحوي قصة هذه اللوحة كانت في مطبعة مسيحية بيروتية تحت الطباعة فاشتدت الحرب وأحرقت فيما أحرقت هذه المطبعة وأنا في مكة المكرمة لمّا هاجرت إليها في خضم الحرب اللبنانية ، ولما راجعت المطبعة بعد أشهر للاطلاع على الجزء (٢٩) هذا ، وفتش صاحب المطبعة على يأسه البائس ، فإذا هو بكامل هذا المجلد المصفوف تحت كل الأنقاض ، فبقي حائرا متساءلا فقلت له : إن الصورة الفتوغرافية من هذه اللوحة الخشبية هي من ضمن ذلك المجلّد ، فتجلّد على تبلّده وأسلم.
ذلك ، وجماعة من العلماء الأمريكيين ـ بإشارة بعض رجال الهند الترك ـ عثروا في بعض قلل جبال آرارات شرقي تركيا بمرتفع / ١٤٠٠ قدم على قطعات أخشاب يعطي القياس أنها قطعات متلاشية من سفينة عظيمة قديمة نزلت ورست هناك ، وقد يوافقه المروي عن الصادق (عليه السلام) (١) وتبلغ قدمتها ل / ٢٥٠٠ قبل الميلاد.
وقد أعطى القياس انها قطعات من سفينته يعادل حجمها ثلثي مركب (كوئين ماري) الإنجليزية التي طولها / ١٠١٩ قدما وعرضها ١١٨ قدما وقد حملت الأخشاب إلى سانفرانسيسكو لتحقيق أمرها ، وأنها هل تقبل الانطباق على ما تعتقده أرباب النحل من سفينة نوح (عليه السلام)؟ (٢).
وأين جبل الجودي؟ قد يكون هو آراراط كما في التوراة ، ويؤيده اللوحة والقطعات الأخرى من السفينة التي عثر عليها فيه ، وتؤيده اعترافات
__________________
(١) البحار عن الحسن بن صالح عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال سمعت أبي يحدث عطا قال : كان طول سفينة نوح (عليه السلام) ألفا ومأتي ذراع وكان عرضها ثمانمائة ذراع وعمقها ثمانين ذراعا ... وقال الحسن كان طولها ألف ذراع ومأتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع.
(٢) القسم الأخير نقلناه عن تفسير الميزان للمغفور له العلامة الطباطبائي حيث نقله هو أيضا عن جريدة كيهان المنتشرة أول سبتامبر ١٩٦٢ الموافق لغرة ربيع الأول ١٣٨٢ القمرية عن لندن ـ آسوشتيدبرس.