الأخبار بالمتون دون الأسانيد ، ويأخذ العلم من الله لا من الأساتيد حتّى يتأتّى له تمييز الصافي من الكدر ، وتخرج الشافي من المضر ، فينقر الأخبار التفسيرية المعصومية نقراً حتّى تصفو عمّا يوهم غباراً في البيان ، ويبقرها بقراً إلى أن يخرج من خاصرتها ما يناسب فهم أبناء الزمان ، يجتمع شتاتها من كتب متعدّدة ، ويؤلف متفرقاتها من مواضع متبددة ، ويفرّدها من كلام كثير ليس لأكثره مدخل في التفسير ويلفّقها من غير واحد بحذف الزوائد ، بحيث يزيل الإبهام لا أن يزيد إبهاماً على إبهام ، وعلى نحو لا يخرج عن مقصود الامام ولا يفوت شيئاً من لطائف الكلام ، وقد جاءت الرخصة عنهم في نقل حديثهم بالمعنى إذا لم يخل بالمرام ، وأن يعمّم في تفسيره المعنى والمفهوم في كل ما يحتمل الإحاطة والعموم ، لأن التناقض والتضاد الموهومين في الأخبار إنّما يرتفعان بذلك في الغالب ، وفهم أسرار القرآن يبتني على ذلك للطالب ، فإن نظر أهل المعرفة إنّما يكون في العلوم إلى الحقائق الكلية دون الافراد ، فما ورد في الأخبار من التخصيص فإنما ورد للافهام القاصرة على خصوص الآحاد للاستيناس إذ كان كلامهم مع الناس على قدر عقول الناس ، وقد عمّم مولانا الصّادق عليه السلام الآية التي وردت في صلة رحم آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم صلة كل رحم ثمّ قال ولا تكونن ممن يقول في الشيء إنّه في شيء واحد ، وهذا نهي عن التخصيص فضلاً عن الاذن في التعميم وهذا هو المعنى بالتأويل كما يأتي بيانه نقلاً عن المعصوم ثمّ تحقيق معناه ببسط من الكلام إنشاء الله وأن يأتي بذكر القصص التي يتوقف عليها فهم الآيات ، وتعاطيها دون ما لا مدخل له فيها ، وأن يترك ما يبعد عن الافهام في طيّ الأخبار ، ويذره في سنبله من غير نقل ولا إنكار ، امتثالاً لما ورد فيما رواه مولانا الباقر عليه السلام عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : ان حديث آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم صعب مستصعب لا يؤمن به إلّا ملك مقرَّب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان فما عرض عليكم من حديث آل محمّد فلانت له قلوبكم وعرفتموه فخذوه وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول