وإلى العالم من آل محمّد صلّى الله عليه وآله وإنّما الهلاك أن يحدث عليكم أحدكم بشيء منه لا يحتمله فيقول والله ما كان هذا والله ما هذا بشيء والإنكار هو الكفر. وإذا أتى المفسر بهذا كله فمرجو له أن يكون من أهل البشارة في قوله سبحانه (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) وإنّي لأرجو من فضل الله وكرمه أن يكون هذا الكتاب هو ذلك التفسير مع إنّي ما بلغت معشار حسنة من حسنات ذلك الناقد البصير إلّا أن يعرفني (بصرني خ ل) ربي ونصرني وأيدني وسددني وآتاني فهماً في قرآنه ثمّ أطلق لساني ببيانه ، وما ذلك يا إلهي إلّا بيدك ولا يوصل إليه إلا بمعونتك وقدرتك ولا ينال إلّا بمشيئتك وإرادتك ، ولا يتأتى إلّا بتوفيقك وتسديدك فهب لي منك تأييداً وتسديداً وتوفيقاً ، وتحقيقاً حتّى استفيد ذلك من خزائنك على أيدي خزانك الأمناء على وحيك العلماء بكتابك ، فإنك إن وكلتني إلى سواك وسواهم تهت وإن تركتني ونفسي ولهت ، وإن كنت لي فيما بيني وبينك فزت وعن مواقع الهلكة جزت وذلك هو الفوز العظيم وهو المرجو منك يا كريم وما ذلك عليك بعزيز.
وبالحري أن يسمى هذا التفسير بالصافي لصفائه عن كدورات آراء العامّة والمُمِل والمحير والمتنافي.
ونمهّد أولاً اثنتي عشرة مقدّمة مهمات ثمّ نشرع إنشاء الله في تفسير الآيات :
المقدّمة الأولى : في نبذ ممّا جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفضله.
والمقدّمة الثانية : في نبذ ممّا جاء في أن علم القرآن كله إنّما هو من عند أهل البيت عليهم السلام.
والمقدّمة الثالثة : في نبذ ممّا جاء في أن جل القرآن إنّما ورد فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم ، وبيان سر ذلك.
والمقدّمة الرابعة : في نبذ ممّا جاء في معاني وجوه الآيات من التفسير