(٧) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ أحكمت عباراتها بأن حفظت من الإجمال هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ أصله يرد إليها غيرها وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ محتملات لا يتضح مقصودها الا بالفحص والنظر ليظهر فيها فضل العلماء الربّانيّين في استنباط معانيها وردّها إلى المحكمات وليتوصلوا بها إلى معرفة الله تعالى وتوحيده.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : انه سئل عن المحكم والمتشابه فقال المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله.
وقد سبقت أخبار أخر في تفسيرهما في المقدّمة الرابعة.
وفي الكافي والعيّاشيّ عنه عليه السلام في تأويله : أن المحكمات أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام والمتشابهات فلان وفلان.
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ميل عن الحق كالمبتدعة فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ فيتعلّقون بظاهره أو بتأويل باطل ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ طلب أن يفتنوا الناس عن دينهم بالتشكيك والتلبيس ومناقضة المحكم بالمتشابه.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : ان الْفِتْنَةِ هنا الكفر.
وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وطلب أن يأوّلوه على ما يشتهونه وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ الذي يجب أن يحمل علي إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ الذين تثبّتوا وتمكنوا فيه.
والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : يعني تأويل القرآن كله.
وفي الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : نحن الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ونحن نعلم تأويله.
وفي رواية : فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله عزّ وجلّ جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله لينزل عليه شيئاً لم يعلّمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله.
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث قال : ثمّ ان الله جل ذكره بسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدّلون من تغيير كلامه قسّم كلامه ثلاثة أقسام فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل وقسماً لا يعرفه الا من صفا ذهنه ولطف حسّه