مكافحة ، وانما امتحان الامتهان تخييرا دون تسيير.
ثم «مكرهم» تعم اضافة المصدر الى فاعله : ما يمكرون ـ او مفعوله : ما يمكر الله بهم جزاء مكرهم : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) فمكرهم فاعليا ومفعوليا هو عند الله في حيطة علمية وفي القدرة والحكمة غير المحدودة المحلقة على كل شيء بكل شيء ، واللام في «لتزول» للغاية وهي المعنية هنا من مكرهم كأكثر ما قد يتصور من فاعلية المكر ، ولا سيما في مكر الإشراك بالله مصورين له كأنه الحق من ربهم (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) (١٩ : ٩١) هنا فاعلية إلهية من عظم هذه الدعوة الفاتكة ، وهناك لمكرهم فاعليته إلهية وسواها وكلها عند الله وبإذن الله.
وترى من هم أولاء الذين مكروا مكرهم وان كان مكرهم ..؟ انهم كل حماقى الطغيان طول التاريخ الرسالي ، من كل هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم واخلافهم الذين سكنوا في مساكنهم ، قبل الرسول وزمنه ثم من بعده الى يوم الذين ، فالمكر هو المكر والله هو الله (وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ) فمهما كان المكر له فاعليته الخارقة للعادة ، المزمجرة المدمرة ، فهو عند الله» دون ان يغلب عليه فيمكره ، حيث الممكور انما يمكر لضعف في العلم والقدرة والخبرة ، والله خبير بما يصنعون ، وقدير على ما يفعلون ، وما الله بغافل عما يعملون.
وقد تشير «لتزول» الى محاولات ماكرة تؤثر هكذا تأثيرات هائلة كما السحر وأضرابه ، ولكنها ليست إلّا بعلم الله ونفاذ قدرته (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (٧ : ٩٧).
ولان الجبال هي أصلب شيء وأثقله وأبعد شيء عن تصور الحراك والزوال في متناول العرف العام ، لذلك يمثل هنا بالجبال ، مثالا لأقوى قوة