غيره ، فالاستثناء في (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ) متصل كما في (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) دونما انقطاع هنا أو هناك.
ثم وليس سلطانه على الغاوين تسييرا على الغواية (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي). (١٤ : ٢٢) وانما هو بين سلطات ثلاث ، شريرة من الغاوين إذ يتبعونه : (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) واخرى من الشيطان انه يزيدهم غواية ، وخيرة ابتلائية من الرحمن انه سلطه عليهم جزاء بما كانوا يعملون ، وامتحانا فيما هم يأملون.
إذا فهو في الحق ليس سلطانا ، مهما عبر عنه بسلطان ، لان له اختيارا في اغوائهم دونما إجبار ، ولا قوة في إجبار.
ذلك وهذا الكلب الهراش لا يتلقف إلّا الشاردين ، كما يتلقف الذئب الشاردة من القطيع ، دون الواردين اللازمين الطريق ، الطاردين كل رفيق ، الا من يرافقهم في الله.
وترى «عبادي» و «عبادك» المهدّدين هم فقط ذرية آدم؟ و (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً. لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) (١٩ : ٩٥)!.
فهم ـ إذا ـ كافة العباد من ملك وإنس وجان ومن لا نعرفهم من سائر العالمين ، فالمخلصون منهم ليس له عليهم أي سلطان ، وله على من سواهم سلطان على قدر غوايتهم ، مهما كان رأس الزاوية هو الإنسان.
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ)(٤٣).
أترى جهنم هي موعد غير المخلصين ـ الغاوين ـ أجمعين ، فالجنة ـ إذا ـ تخص المخلصين المعصومين؟ وكما في (ص) : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ