بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) (١١ : ٧١)(١).
(قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ)(٥٤).
مس الكبر ضعفا في القوة جنسية وسواها من ناحية ، وامرأته سارة (عَجُوزٌ عَقِيمٌ) (٥١ : ٢٩) من اخرى ، عقم مثلث الزوايا بين الزوجين! هذا الذي يحيره في هذه البشارة (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) استبعادا لها عن صدقها ، فعلهم ـ إذا ـ ليسوا ليحملوا وحي الله في هذه البشرى ، وكما هم في ظاهر حالهم ليسوا بملائكة! فقد لا تكون بشارة بالحق ، فلم يكن ـ إذا ـ استغرابا من قدرة الله ، ولا قنوطا من رحمة الله ، فلما :
(قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ)(٥٥).
صدّقهم حينذاك ، ونفي عن نفسه القنوط ناسبا له الى الضالين ، وهو من اهدى المهتدين.
(قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)(٥٦).
استفهام انكاري كتعريض بالملائكة ، أتنسبوني الى القنوط من رحمة ربي وليس إلّا للضالين؟ فما كان استعجابي لبشراكم استبعادا رحمة ربي ، وقنوطا منها ، وانما ترددا هل إنها من ربي؟ وكيف اطمئن الى حالهم الملائكية من قالهم ، طبعا هو بوحي من الله ، فما كان يعرفهم وهم في صورة البشر إلّا بوحي وقد انكرهم في البداية ، ثم اطمئن الى بشراهم بما عرفه الله إياهم.
فالضالون عن الله هم الذين لا يستروحون روحه ورحمته ، ولا يستشعرون رأفته ورعايته ، فاما القلب الندي بالايمان ، الموصول بالرحمن ،
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٢٠ وفي تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل : والغلام العليم هو إسماعيل من هاجر .. أقول وهذا خلاف نص الآيات في بشارة ابراهيم ولا سيما الاخيرة.