ويقابله المتواضع لله وفي الله وكما يروى مر الحسين بن علي عليهما السلام على مساكين قد بسطوا كساء لهم فألقوا كسرا فقالوا : هلم يا بن رسول الله (ص) فأكل معهم ثم تلا (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ)(١).
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)(٢٤).
حرب دعاية منظمة ، في شيطنة مدروسة مدبّرة على الدعوة والداعية ، يديرونها في كل زمان ومكان (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)!
ولماذا «ربكم» دون «ربنا» وهو أحرى ، او (رَبِّ الْعالَمِينَ) وهو الأخرى؟ «ربكم» استجاشة لخامد فطرتهم وفكرتهم ، ان الربوبية العادلة لزامها إنزال ما يكمل المربوبين عن نقصهم ، وينجيهم عن بأسهم ، وأنتم عارفون انه رب العالمين وربكم أنتم المشركين ، ولكنهم اثّاقلوا الى حمقهم في عمقهم و (قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) فرية وقحة على الله كأنه لا يعرف إلّا (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ام يخون بذلك المربوبين.
والأسطورة هي الخرافة أو الحكاية الخليطة من صادقة وكاذبة .. (قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) متهمين القرآن العظيم في هذه الحرب العشواء انه أساطير الأولين وحكاياتهم الوهمية الخارقة الجارفة (٢) لأنه يحمل ـ فيما يحمل ـ عواقب الماضين صالحين وطالحين ، كأمثولات
__________________
ـ الآخر فضلا فهو من المستكبرين فقلت : انما يرى ان له عليه فضلا بالعافية إذ رآه مرتكبا للمعاصي؟ فقال : هيهات هيهات فلعله ان يكون قد غفر له ما أتى وأنت موقوف تحاسب ، اما تلوت قصة سحرة موسى (عليه السلام) ...
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٧ عن تفسير العياشي عن مسعدة قال : ...
(٢) الدر المنثور اخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : اجتمعت قريش فقالوا : إن محمدا رجل حلو اللسان إذا كلمه الرجل ذهب بعقله فانظروا أناسا من أشرافكم المعدودين المعروفين أنسابهم فابعثوا في كل طريق من طريق مكة على رأس ليلة او ليلتين فمن جاء يريده فردوه عنه فخرج ناس في كل طريق فكان إذا اقبل الرجل وافدا لقومه ينظر ما يقول ـ