دون كمالها ، بل لحد العوان (فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) سلطة متقابلة لكل على الآخر مع اختلاف الاستحقاق والاستعداد ، ام إزالة لهذه السلطة عن بكرتها وان كانت بعيدة عن ردها عليهم.
(ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) في معنى أوسع هم كافة المولّى عليهم في مختلف الولايات حالية ومالية ، وفي رد الولايات على المولّى عليهم تفويضا ام تسوية تقويض لنظام المجتمع ، إذ لا يقوم اي مجتمع الا بولايات عادلة عاقلة ، مساعدة للضعفاء وتكميلا لنقصهم.
فإذا لا يصح في ذلك رد او يستحيل ، ممن فضّل في رزق ليس منه نفسه ، فكيف يرد الله ألوهيته الى عبيده ، او يردونها هؤلاء إلى أصنامهم وطواغيهم ، تسوية لها برب العالمين في عبادة ام اية ناحية من نواحي الربوبية (أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ) انه فضلهم فيها فيردونها الى مماليكهم؟ ام بنعمة الفطرة والعقل ، المتأبية لهذه التسوية الظالمة يجحدون ، بحق الله فقط لا بحق أنفسهم؟
ام بنعمة التوحيد ، المدلول عليها بكافة الادلة يجحدون ، وبصورة سائرة بنعمة الإنسانية يجحدون ، فيسوّون ، بين من لا يستوون ، ولسوف يعترفون (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ، إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ).
ذلك! واما التسوية في رزق المال بين المرزوق ومماليكه ، من اهله وسواهم ، وباختيار منه وطوع ، انه من الممدوح الممنوح ، بل و «لا يجوز للرجل ان يخص نفسه بشيء من المأكول دون عياله» (١) وبالنسبة للماليك يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله : «انما هم إخوانكم فاكسوهم مما تكسون وأطعموهم مما تطعمون فما رؤي عبده بعد ذلك إلا وردائه ردائه
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٦٨ ـ عن تفسير القمي في الآية قال : لا يجوز ...