وإزاره إزاره من غير تفاوت» (١).
وهنا (فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا .. فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) في نطاقها الخاص موجّه إلى المشركين الذين ما كانوا يعتبرون مواليهم شيئا ، وهم يسوّون أصنامهم برب العالمين ، وفي نطاق عام يخص بما لا يصح أو يستحيل من رد الرزق.
فالآية في معنى جامع تعني التنديد بالتسوية الظالمة ، ام محاولة في تسوية مستحيلة ، والمشركون جامعون بين التسويتين ، والمستحيلة منهما هي جعل غير الواقع واقعا في زعمهم من التسوية في الربوبية بين الرب والمربوبين ، فهم حين لا يشركون عبيدهم بأنفسهم فيما رزقهم الله من الملكة ، يشركون عبيدا لله فيما لله من ربوبية غير مرزوقة لله ، فانها ذاتية و (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى)!
ثم وذلك التفضيل امر عرضي ممكن لمصلحة عرضية كما فعله الله : (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) ، والتسوية فيه معذلك مرجوحة ام مستحيلة ، فضلا عن فضل الله تعالى ذاتيا وصفاتيا على خلقه ، المستحيل انتقاله إليهم ، بعضا فتسوية أو كلا فتخويل.
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) ٧٢.
الجعل هنا يعم التكوين والتشريع ، و «من أنفسكم» تعم الابتداء والتبعيض والتجنيس ، و «أزواجكم» ك «أنفسكم» تعم الذكور والإناث ، و «كم» في هذه الخمس تعمهما ، دون أصالة لذكور أم إناث في هذه المجالات ، فقد جعل الله لكلّ زوجه ذكرا وأنثى ، وشرع الزواج
__________________
(١) المصدر في جوامع الجامع ويحكى عن أبي ذر انه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ....