بينهما بحدودها ، وكل منهما ناشئ من الآخر ، وكلّ بعض وجنس من الآخر (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) (٤ : ٢٥).
و «جعل» الثانية تكوينية في اصل (بَنِينَ وَحَفَدَةً) وتشريعية في أحكام الأولاد بنين وحفدة ، وترى لماذا فقط «بنين» دون بنات «وحفدة» وهم أولاد البنات بنين وبنات (١)؟.
عل «بنين» لأنهم انفع واثمر ، ام تعم البنات تغليبا لجانب البنين كما ان «كم» عمت القبيلين.
ثم الحفيد وهو لغويا السريع ـ الخادم ـ الناصر ـ التابع ، تعم كافة الخدم الناصرين
الأتباع (٢) السريعين ، ومن أقربهم واحراهم أولاد الأولاد ذكورا وإناثا ، أصولا وفروعا.
إذا ف (بَنِينَ وَحَفَدَةً) تشملان كافة الذرية دون سواهم من التابعين الأنصار إذ ليسوا «من أزواجكم» والإنسان الفاني العاني في حياته يحس امتداده في بنيه وحفدته ، فهم له نعمة في حياته ، ونعمة بعد مماته.
ثم «ورزقكم» جميعا «من الطيبات» التي تستطيبها طباعهم كأناسي على الفطرة والطباعة الإنسانية ، في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمعمل واي مشغل ، كما «رزقكم» من طيبات الأزواج والأولاد ، أبعد كل هذه
__________________
(١) في تفسير العياشي عن عبد الرحمن الأشل عن الصادق (عليه السلام) في الآية قال : الحفدة بنوا البنت ونحن حفدة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٢) المصدر عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الحفدة قال : وهم العون منهم يعني البنين أقول فالأول تفسير ببعض المصاديق والثاني أوسع منه ثم الأوسع كل مناصر وقد تعني الآية بين الأخيرين وهم أولاد الأولاد بنين وبنات والدين ومولودين ، وكما هو قضية الحال في استعراض النسل دونما استغلال لذكران ام إناث.