النعم الوفيرة (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ) إشراكا لبعض هذه النعم بالله (وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) كفرا او كفرانا.
ومن ايمانهم بالباطل تحريم بعض النعم التي أحلها لهم ، ووأد البنات وهن من أنعم النعم ، وما الى ذلك من تصرفات سلبية او ايجابية في نعم الله بما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله.
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ) ٧٣.
هم يكفرون بنعمة الله وبالله (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من؟ (ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً) لذواتهم او صفاتهم او أفعالهم ، لا بداية ولا استمرارا ، إذا فهم «ما» في موقف الجماد اللاشعور إذ لا يملك شيئا لنفسه فضلا عنهم ، لا «في السماوات» ولا «في الأرض شيئا» من اصل الرزق وفرعه.
«لا يملك» بالفعل ـ ولا مستقبلا إذ (وَلا يَسْتَطِيعُونَ) ملك الرزق فضلا عن تمليكه ، عجزا او قصورا ذاتيا فإنهم كعابديهم فقراء الى الله (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) (٣٦ : ٧٥)!
وان هذا لشيء عجاب ان تنحرف الفطرة وتنجرف الى هذا الحد الساقط الماقت ان يتجه الإنسان بالعبادة الى ما لا يملك لهم رزقا ولا يستطيعون ، وآلاء الله بين أيديهم وهم غارقون في خضمّها الملتطم لا يملكون نكرانها ، ثم يضربون لله الأمثال :
(فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ٧٤.
فليس لله مثل ولا مثال ، ولا مثل يمثل ذاته او صفاته او أفعاله حتى تضربوا لله الأمثال ، إجراء لأوصاف الخلق عليه ان له بنين وبنات وان الملائكة بناته ، وان بينه وبين الجنة نسبا وما الى ذلك من مثل السوء ، وقد