ندد بهم من ذي قبل بصيغة اخرى (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) ـ (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ) ما هو عليه وخلقه (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) حتى خلقه فضلا عن ذاته المقدسة ، سبحانه وتعالى عما يشركون.
وهنا الله يضرب لتوحيده مثلا (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) :
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ٧٥.
(فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ) الباطلة ولله المثل الحق ومن ذلك (ضَرَبَ اللهُ ..).
وفي ذلك المثل الأمثل تقابل بين متقابلين : عبدا ـ مملوكا ـ لا يقدر على شيء ، وحرا ـ مالكا رزقناه رزقا حسنا ـ فهو ينفق منه سرا وجهرا ـ زوايا ثلاث من الحالات لكلّ وجاه الآخر.
فهنا وان كان فارق العبودية والحرية فيه الكفاية لعدم التسوية ، إلا أنّ : مملوكا لا يقدر على شيء ، مقابل المالك القادر على شيء ، مما يزيد في اللاتسوية ف «هل يستون» الفريقان على عديد لكل منهما ، دون اختصاص بفرد دون سواه.
ولان الجواب من اي مجيب كان هو المنفي دون ريب ، تراه لا يذكر هنا بعد السؤال لشدة نصوعه ووضوحه وضح النهار.
وهم يسوون بين الله وبين البعض من عباده ، من طواغيت وأصنام وسواهم ، فمنهم من هم عباد كأمثالهم ملكا ام بشرا أو جنا ، خيرا أو شريرا ، ومنهم من هم من مماليكهم كاصنامهم التي ينحتونها ويمتلكونها ،