فهم عبيدهم وهم عبيد الله ، ثم هم يسوون بينهم وبين الله «هل يستوون»؟
بل وهم يفضلونهم على الله في العبادة ام وسواها من شؤون الربوبية تفضيلا للمفضول على الفاضل ، وهم لا يرضون هذا او ذاك لأنفسهم ، و (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى)!
وقد تعني (مَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ ..) فيما عنت ، مثل المؤمن ، فانه حسن الرزق منفقا له سرا وجهرا ، حرا في طاعة الله ، مقابل (عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) مثلا للكافر فانه عبد للهوى ، مملوك للطغى ، لا يقدر على شيء من الإنفاق الخير على قدرته ، امتناعا بالاختيار ، «هل يستون»؟
وهل ان (عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) تصف المماليك ككل ، انهم لا يقدرون تجاه مواليهم على اي شيء كما الميت بين يدي الغسال حتى يستفاد منها احكام المماليك في حدود تصرفاتهم؟ إذا ف «عبدا» تكفي عن كونه «مملوكا» كما انه كاف عن كونه «عبدا»! ثم وليس اي مملوك لا يقدر على شيء ، ولا واحد منهم ، حيث القدرة على شيء من مخلفات الحياة مهما كانت في أضعفها!
ثم المثل بيان من واقع ملموس لواقع غير ملموس ، ف (لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) مثل لعبد بين العبيد هو ساقط القدرة لذلك الحد البئيس حتى يقاس بمن له القدرة على شيء كثير ، فيأتيان مثالا لله ومن يعبدونه من دون الله ، كما المثل التالي (أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) ليس ليستغرق كافة المماليك ، فان منهم من ينطق ، ومنهم من ينفق بسعيه وكدحه على مولاه ، فمولاه كل عليه ، وليس هو كلا عليه.
إذا ف (لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) فيهما ، و (هُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ