والجمع بين الصحيحة هو أصح الوجوه! :
انه تعالى ما أشهد الشياطين ولا المتولين لهم ولا المؤمنين ولا أولياءه المكرمين ، خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ، لا إشهاد الحضور حيث لم يكونوا حضورا ، ولا إشهاد الإحاطة علما وقدرة ، فانه ولاية إلهية لا تثنى ولا إشهاد الاطلاع للمتولين الشياطين أن لهم ذلك التولي! او لشياطينهم تلك الولاية ـ ولا انه يعتضد بمن سواه ، ولو كان معتضدا لم يكن بالمضلين (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) ـ
فالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو اوّل العابدين وآخر المرسلين ليس عضدا ولا وكيلا ولا وليّا تكوينيا ولا تشريعيا عن رب العالمين : (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) : (٧ : ١٨٨) (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ...) (٦ : ٥٠).
واشهاد خلق السماوات والأرض وإشهاد نفس المشهود له لنفسه ككلّ فيه علم الغيب كله ، والقدرة على الغيب كله ، فإذ لا ولاية عامة الأوّل العابدين الهادين فكيف إذا حال اوّل المضلين؟ (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)!
وكما ان للعضد الخير الهدى درجات كلها منفية لله ، كذلك للعضد الشر الضلال دركات وأحرى ان تكون منفية عن الله ، من عضد الولاية الإلهية ، او الرسالة وما دونها من دعوة إلهية بمراتبها ، ثم وغير العضد المستحيل لله أيا كان ، من أنصار لله فيما صح وأمكن ، ليس إلّا لمن هو على هدى ويهدي الى الحق (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (١٠ : ٣٥) ذلك اعتضاد مستحيل