هارُونَ أَخِي ... قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٢٠ : ٣٦)!.
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا)(٥٤).
لم يذكر إسماعيل في (١٢) موضعا يذكر في القرآن ، بمشروح أحواله إلا هنا ، إلا شذرا أنه «من الصابرين» (٢١ : ٨٥) «الأخيار» (٣٨ : ٤٨) (وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) (٦ : ٨٦).
فمن صبره وخيره (قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (٣٧ : ١٠٢) كما وهو من صدق وعده ربه ومن ثم مع الخلق (١) وحقيق له صدقه في صبره ، وصبره في صدقه (وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا)(٢)
فإسماعيل هذا هو ابن ابراهيم (عليه السلام) جد الرسول محمد
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٤٢ ح ٩٩ ـ اصول الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : انما سمي إسماعيل صادق الوعد لأنه وعد رجلا في مكان فانتظره سنة فسماه الله عز وجل صادق الوعد ثم ان الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل : ما زلت منتظرا لك! ورواه مثله في العيون عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام).
أقول : هذا الحديث في ان إسماعيل هو ابن ابراهيم ظاهره كظاهر القرآن ، واما انتظاره سنة فبعيد عن كافة الموازين حيث الوعد لا يتجاوز ساعات او يوما بكامله ، وزائد الانتظار زائد في كل الموازين ، ولا سيما لرسول نبي يترك دعوة الرسالة فيثبت في مكان الوعد سنة دونما جدوى حتى لمن لا شغل له.
(٢) الدر المنثور ٤ : ٢٧٣ ـ اخرج مسلم عن وائلة ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : ان الله اصطفى من ولد ابراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل كنانة ـ أقول : كنانة من أجداد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم).