الجهاد الدائب في التقوى مستعيذين بالله من كلّ شيطان رجيم!
ولا تناحر آية الورود آية الإبعاد : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) (٢١ : ١٠١) بل وتناظرها ، حيث الإبعاد ليس إلّا بعد الورود أو القرب ، وآية الورود تبعدهم عنها بعد الورود ، ف «ثم ننجي» تعني ما تعنيه (أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) ـ (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ. لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(١٠٣) :
تتلقاهم الملائكة الى الجنة حين ينجّون ويبعدون عن النار ، دون ان يسمعوا حسيسها ، ودون ان يحزنهم الجحيم ، بل وقد يفرحون بما رأوا سجن المتمردين رحمة على رحمة ، وكما هي على أهل النار عذاب فوق العذاب! فالنار إذا للمتقين خامدة (١) مهما كانت لأهلها محرقة اللهم إلّا حينا كلمحة ، وهنالك جثو حول جهنم للظالمين وجثو آخر فيها لهم واين جثّو من جثو :
إن الذين هم اوّل المقذوفين في الجحيم يردون تصلية للجحيم ، من أئمة الضلالة ومن كل شيعة هم أشد على الرحمن عتيا ، وطليعة الصادرين من كل الواردين هم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأئمة الهدى وسائر النبيين من المقربين وطائفة من اصحاب اليمين ، وبينهما متوسطون من الصادرين والباقين :
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ج ٢ ص ٢٤٤ عن جابر بن عبد الله انه سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال : إذا دخل اهل الجنة الجنة فقال بعضهم لبعض أليس وعدنا ربنا بان نرد النار فيقال لهم : قد وردتموها وهي خامدة.