(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً)(٩) :
ثماني عشرة آية تنزل تعريفا بقصة اصحاب الكهف ، تتقدمها اية الاستعجاب من عجب قصتهم في حسبان ، فآيات الله كلها عجب وليست فقط قصة اصحاب الكهف وفيها اعجب منها ، ومنها حسب الروايات رأس الحسين (عليه السلام) المجذوذ حيث تكلم وقرأ آيات من الكهف الى (أَمْ حَسِبْتَ) فقيل : «أمرك اعجب»! (١).
ولأن «عجبا» مصدر تلمح الى ان القصة كانت في حسبان من أعجب العجب ، وعلّ من عجبها ترك الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) الاستثناء بمشيئة الله لما سئل عنها
فقال : (إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) اطمئنانا بربه انه يوحي اليه بها ، واستعجالا لجوابهم ، لذلك تتقدم القصة بعد احتباس الوحي ردحا من الزمن آية التأنيب بهذا العجب (أَمْ حَسِبْتَ) ف «ام» عطف على محذوف يناسب المقام ك «أحسبت انك تملك وحي ربك فقلت : (إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) دونما استثناء بمشيئته؟ (أَمْ حَسِبْتَ).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٢٤٢ ح ١٥ في الخرايج والجرايح عن المنهال بن عمرو قال : والله أنا رأيت رأس الحسين (عليه السلام) حين حمل وانا بدمشق وبين يدي رجل يقرأ الكهف حتى بلغ قوله (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) فانطق الله تعالى الرأس بلسان ذرب طلق قال : اعجب من اصحاب الكهف حملي وقتلي وفي ١٦ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى ابو مخنف عن الشعبي انه صلب رأس الحسين (عليه السلام) بالصياف في الكوفة فتنحنح الرأس وقرأ سورة الكهف الى قوله : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) ، وسمع ايضا يقرأ (أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً)