عجبا»؟ فأسرعت في وعد الجواب ام ماذا؟ (١).
لا هذا ولا ذاك (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) ...
وإن في احتباس الوحي عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) لطف خفي ، وآية هي أعظم وأدل على نبوته من إخباره بقصة اصحاب الكهف ام ماذا؟ فلو لم يكن رسولا ما اخرهم في طائل من الزمن (٢) فوحي القرآن وآياته اعجب من هذه القصص!
__________________
(١) المصدر ح ٢٩ في تفسير علي بن ابراهيم القمي حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان سبب نزول سورة الكهف ان قريشا بعثوا ثلاثة أنفار الى نجران : النضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن المعيط والعاص بن وائل السهمي ليتعلموا من اليهود والنصارى مسائل يسألونها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فخرجوا الى نجران الى علماء اليهود فسألوهم فقالوا : اسألوه من ثلاث مسائل فان أجابكم فيها علي ما عندنا فهو صادق ثم سلوه عن مسألة واحدة ، فان ادعى علمها فهو كاذب ـ وهي مسألة وقت الساعة ـ الى ان قال : فرجعوا الى مكة واجتمعوا الى أبي طالب فقالوا يا أبا طالب ان ابن أخيك يزعم ان خبر السماء يأتيه ونحن نسأله عن مسائل فان أجابنا عنها علمنا انه صادق وان لم يخبرنا علمنا انه كاذب فقال ابو طالب : سلوه عما بدا لكم فسألوه عن الثلاث (اصحاب الكهف ـ موسى وخضر ـ ذي القرنين) فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) غدا أخبركم ولم يستثن فاحتبس الوحي عليه أربعين يوما حتى اغتم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وشك أصحابه الذين كانوا آمنوا به وخرجت قريش واستهزءوا وآذوا وحزن ابو طالب فلما كان بعد أربعين يوما نزل عليه سورة الكهف فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : يا جبريل لقد ابطأت! فقال : انا لا نقدر ان ننزل إلّا بإذن الله تعالى فانزل الله عز وجل : (أَمْ حَسِبْتَ) «يا محمد» (أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) ثم قص قصتهم فقال (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ ..).
(٢) اختلفت الروايات في انه احتبس يومين او ٣ ـ ٤ ـ ١٢ ـ ١٥ ـ ٢٥ ـ او ٤٠ والأخير هو الأقرب كما يأتي عن تفسير القمي عن الامام الصادق (عليه السلام).