يسكنان من قضم الأعلاف ونشط الأعشاب ، ك «سيف جراز» إذا كان يبرى المفاصل ويقطّ الضرائب ، فسميت ارض القيامة جرزا إذ كانت كأنها أكلت نبتها فلم تدع منه نابغة ولا تركت طالعة!.
«لنبلوهم» تلمّح ان افعال الله تعالى مغيّاة لحكم وأغراض ، وهنا (زِينَةً لَها) لغرض الابتلاء ، فالدنيا دار بلاء برخائها وعنائها وأكثرها عناء ، والغرض الأسمى من الابتلاء التسابق في الحسنى ان يتذرعوها الى الله زلفى (أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)؟ فليست السوأى أو التسابق فيها من أغراضها.
وترى ان الله يبلو عباده اختبارا واستعلاما وهو علام الغيوب ، فانه يعلم السّر وأخفى؟ كلا! وإنما الابتلاء بالخير والشر كدحا الى ربهم كدحا ليتكاملوا ، وليعلموا هم أنفسهم من هم ، فعند الامتحان يكرم المرء او يهان!
فالله يعلم مسايرهم ومصائرهم ولكنه يبلوهم لكي يزهد من يزهد ، ويزهو من يزهو ، فيجزي على ما يصدر منهم فعلا ، بما يحصل منهم في هذه البلوى عملا ، وهنا يسكت عمن لا يحسنون صنعا حيث الهدف الاسمى (أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)؟ فلهذه الزينة نهاية محتومة ، ستعود الأرض عنها جرداء لا ماء فيها ولا كلاء!.
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (٩) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى