وهل هناك نجي النجوى دون من اليه يوحى؟ أجل وقد يكون اجل واجلى من بعض الرسل كأئمة الهدى (١) حيث النجوى تعم الوحي والإلهام بمراتبهما ، فوحي النبوة يخص الأنبياء ، وإذا ختم الوحي بختم النبوة فإلهام قد يكون أرقى من بعض الوحي كما كان يلهم الى أئمة الهدى!.
(وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا)(٥٣).
هارون! يا له من وهبة رحيمية ربانية لبلاغ الرسالة الموسوية «نبيا» : رسولا رفيع المنزلة هبة باستدعائه واستعداده (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٤٠ ج ٩٢ في بصائر الدرجات عن محمد بن مسلم قال قلت لابي عبد الله (عليه السلام) ان سلمة بن كهيل يروي في علي أشياء قال : ما هي؟ قلت : حدثني ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان محاضر أهل الطائف وانه خلى بعلي يوما فقال رجل من أصحابه : عجبا لما نحن فيه من الشدة وانه يناجي هذا الغلام مثل اليوم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما انا بمناج له انما يناجي ربه فقال ابو عبد الله (عليه السلام) : هذه أشياء يعرف بعضها من بعض أقول : يعني (عليه السلام) ان هذه النجوى تعم أئمة الهدى (عليهم السلام) وفيه ح ٩٤ باسناده الى أبي رافع قال : لما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) يوم خيبر فتفل في عينيه ثم قال له : إذا أنت فتحتها فقف بين الناس فان الله امرني بذلك قال ابو رافع فمضى علي (عليه السلام) وانا معه فلما أصبح بخيبر وقف بين الناس وأطال الوقوف فقال الناس : ان عليا يناجي ربه ، فلما مكث امر بانتهاب المدينة التي افتتحها قال ابو رافع فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت : ان عليا وقف بين الناس كما امرته فقال قوم : الله ناجاه؟ فقال : نعم يا أبا رافع ، ان الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة تبوك ويوم خيبر.
وفي روآية علي بن أعين عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) في قصة الطائف .. فسمعنا صرير الرحا فقيل ما هذا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! قال : ان الله يناجي عليا أقول وإذا يناجيه في حياة الرسول فباحرى ان يناجيه بعد وفاته وهو وحده الرابط بينه وبين خلقه بالهامات متواصلة.