صاحبها : «من عندنا» خاصة ، ثم (مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) دون تعلم خلقي ، إنما علما لدنيّا بوحي او الهام ليس في نطاق وحي النبوة لزاما ، إلّا الأنبياء الأولياء الذين جمعوا علمي الوحي ظاهرا وباطنا كالرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأضرابه في الوحي القمة أو إلهامه (١).
وتلك الرحمة ليست هي العلم لقرنها به ، فهي من مدارج الرحمة المعرفية والمعارج العملية ، فلقد كانت عبودية ذات جناحين ، لا علما دون معرفة ولا معرفة دون علم ، مهما كان علم ظاهر الشريعة تقليديا عن رسول كما كان هو يقلد موسى الرسول (عليه السلام) ، رغم أنه معلمه من علم الباطن وكما قال : «إني وكلت بعلم لا تطيقه ووكلت بعلم لا أطيقه» (٢) وقال «اني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله لا أعلمه» (٣).
وقد يكون تنكير «عبدا» هنا للتفخيم كما الإضافة «من عبادنا» للإفاضة والتعظيم.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٢٧٥ ج ١٤٢ في اصول الكافي باسناده الى سيف التمار قال : كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة من الشيعة في الحجر فقال (عليه السلام) علينا عين ، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا فقلنا : ليس علينا عين فقال : ورب الكعبة ثلاث مرات لو كنت بين موسى وخضر لأخبرتهما اني اعلم منهما وانبأتهما بما ليس في أيديهما لان موسى والخضر (عليهما السلام) أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وراثة.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٢٨١ ج ١٥٤ في كتاب علل الشرايع عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال له الخضر (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) لاني وكلت .. وفي البحار ١٣ : ٢٧٩ بدل بعلم «بأمر».
(٣) المصدر.