واقع معتمد ولا الواقع المطلق ، إذا فهي «كبرت» في الأكاذيب إذ ليس فيها إلّا كذب ، معناها فظيع ، وفحواها عظيم ، فكبرت الكلمة كلمة تخرصا في ذات الله دون تحرّس.
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً)
(لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (٢٦ : ٣) (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) (٣٥ : ٨) وبخوع النفس هو قتلها غما وهما ، وكان الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) يتحسر على تركهم الايمان كأنه باخع نفسه ، فنهاه الله تعالى عن ذلك تحننا عليه وتلطفا ، وما «لعل» هنا إلّا موضع ترج لموقف الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) من دعوته لو خلي وطبعه والله ينهاه تحننا وتعطفا عليه لا انه تعالى يترجّاه وحاشاه!.
و (بِهذَا الْحَدِيثِ) هو القرآن كما ونبي القرآن حديث (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ... فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (٧ : ١٨٥) وكما الله ثالث اثنين حديث : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) (٤٥ : ٦) والقرآن ونبيه من آياته ، أحاديث ثلاثة لا تعني حدثا ولا سيما في الله ، وإنما ما يتحدث عنه ناصعا مبرهنا لاخفاء فيه ، إلّا في القرآن ونبيه فإنهما من حديث حادث اضافة ناقصة عن حديث الله غير الحادث ، ومن الطريف الظريف ان هذا الحديث القرآن يعم الثلاثة في بعدين ، ثانيهما انه أهم حديث في القرآن حيث يتحدث عن الله ، ويتحدث عن نفسه وعن رسول الله ، تعريفات ثلاث بمثلث الحديث!
و «آثارهم» هي الأثرات السيئة في الحياتين فهي من مخلّفات (لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ) فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، ولا تبخع على آثارهم أسفا! .. أو ان آثارهم خلفهم ، تلاحقهم لتلحقهم قاتلا نفسك