هرطقة نكراء وطنطنة خواء في قولة هراء من الذين كفروا للذين آمنوا في حوار دائبة بتراء تضللهم او تقلل من ايمانهم ، ولكنما المؤمن حق الايمان لا يتزعزع بهذه الزلازل ، فالمؤمن كالجبل الراسخ لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف!
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) لا يتفهمونها وهم يسمعون ، مبتهجين ومتبجحين بالقيم المادية الفانية قائلين : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ) منا الكافرين ومنكم المؤمنين (خَيْرٌ مَقاماً) : قياما في هذه الحياة بوسائلها المتوفرة لدى الناشطين ، وقواما فيها ، ومكانا لكل قيام وقوام ، فمن هو خير في مثلث «قياما» «ثم» (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) : ناديا لتنادى الشورى (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) في مصالح الحياة! وناديا لكل أنس والإتيان بمختلف الشهوات (تَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) (٢٩ : ٢٦)؟
إنهم يرونهم في نوادي فخمة ومجامع مترفة بكل ترف وفي كل طرف ، والى جنبهم تلك النوادي المتواضعة والمنتديات الفقيرة ، دون أبّهة ولا زينة وكبرياء فيتقولون لهم : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) وإذا الايمان بالله يعجز عن إصلاح الحياة الحاضرة فهو عن إصلاح المستقبلة ـ لو كانت ـ أعجز!
ومن هؤلاء سادة من قريش ، قادة الكفر ـ كالنضر بن الحارث وعمرو ابن هشام والوليد بن المغيرة وأبي جهل وأبي لهب وإخوانهم المترفين وجاه سادة الايمان ، كبلال وعمار وخباب واضرابهم من المؤمنين المعدمين ف (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ ..)؟ ذلك! رغم انها حكمة الله في صراط الحق ان تظل العقيدة الصادقة مجردة من الجواذب المادية زينة وطلاء وإغرائا ، ليقبل عليها من يريدها خالصة لحقها دون زخارفها ، ويدبر عنها من يبتغي زينة الحياة الدنيا.