خالصة لا وسيط لها (وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ)!
فذلك ـ إذا ـ انتصار له في صيغة عتاب ولا عتاب ، فانه يبرأ ساحته الرسالية في هذه الإذاعة القرآنية عن كافة التقوّلات الموجهة اليه : انه رآها فأعجبته (١) أما ذا من هرطقات جاهلية وهراءات عراء وساحة الرسول منها براء!.
(فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً)! (٣٧).
لقد كان لزيد منها وطر : نهمة وحاجة مهمة ، قضاء على سنة جاهلية في التفاخر بالأنساب ، ووقاء لشهوة الجنس ، والاول مقضي بمجرد الزواج ولكنما الثاني باق ما بقي صاحب الجنس في إربته ، ثم ولا يحل لزوجته زواج آخر ما دامت في حبالته وإن قضيت إربته ، فكيف «زوجناكها»
__________________
(١) في نور الثقلين ٤ : ٢٨٠ ح ١٢٧ عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فيما رواه القمي عن أبي الجارود عنه (عليه السلام) في الآية وساق القصة الى : ثم انهما تشاجرا في شيء الى رسول الله فنظر إليها رسول الله فأعجبته ...
وفيه ح ١٣٠ عن الامام الرضا (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قصد دار زيد بن حارثة في امر اراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها : سبحان الله. الذي خلقك ... فلما عاد زيد الى منزلة أخبرته امرأته بمجيء الرسول وقوله لها فلم يعلم زيد ما أراد بذلك فظن انه قال ذلك لما أعجبه من حسن فجاء الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان امرأتي في خلقها سوء واني أريد طلاقها فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) امسك عليك زوجك واتق الله ...
أقول انهما ولا سيما الثاني مختلق على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فلو أراد زوجها شهوة لبادر إليها قبل تقديمها لزيد وقد كانت تريده (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم كيف يدخل الرسول بيتا دون استئناس من اهله لحد يرى امراة اجنبية تغتسل فتعجبه ويقول مقالته؟!