بدائي دونما استئذان فانه يتحرج ويستحيى إذا استأذن ألّا يأذن! (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ)! وقد تلمح (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) عدم السماح لانتظار وقت الإذن والسماح ، حتى يكون هو الذي يأذن دونما انتظار ولا استئذان لطعام وسواه.
وترى الإذن يخص اذنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وبطبيعة الحال ـ فانه صاحب البيت واهله؟ فلما ذا (حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ) دون أن «يأذن»! علّه ليشمل موارد الضرورة ، فانها إذن من الله قدر الضرورة ويبقى واجب الاستئذان لأجل النظر وتهيّؤ الاستقبال فهنا يجوز الاستئذان فضلا عن نظرة الإذن ، لا أن يذخل دون صريح الإذن ، فانه محظور في سائر البيوت ولبيت النبي فضله عليها! وعلّ «الى طعام» ليس تخصيصا بطعام ، فإذا أذن لغير طعام ، لأمر أهم أمّاذا؟ فلا دخول! وانما تضييقا لدائرة الدخول الى بيوت النبي بدء باقلّه «الطعام» واشارة الى ما فوقه. وقليل من هم الذين يدخلون لحاجة معرفية ، والرسول في متناولهم في اوقات الصلاة الخمسة ،
اللهم إلا لنجوى وقد حددته آيتها ـ وكانوا «إذا نهض الى بيته بادروه فأخذوا المجلس فلا يعرف بذلك في وجه رسول الله ولا يبسط يده الى طعام مستحييا منهم فعوتبوا في ذلك(١).
تدخلون بيوته باذنه الى طعام ولكن «غير ناظرين إناه» فالنظر «الى» هو
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٢١٤ ـ اخرج ابن سعد عن ممد بن كعب قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا نهض ...