و «قليل» خبر مقدم لتنكيره ، إذا ف ـ «الشكور» عملا (قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ).
ام ان «الشكور» كمطلق الشكر وحتى قولا (قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ) ثم من هذه القلة «الشكور» كشكر مطلق يعم العمل (قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ) فهم ـ إذا ـ قلة من قلة فمهما كان الشكور قوليا ثلة امام هذه القلة ، ولكنهم قلة امام «عبادي» الثلة ، فأين قلة من قلة وثلة من ثلة؟! (١).
ثم «الشكور» أيا كان تلمح لكثرته عدة وعدّة ، ولحد يبلغ الشاكر شكرا بكل أبعاده في حياته! ومن ثم نرى ذلك العظيم العظيم ، الكريم الكريم ، القويم القويم ، سليمان النبي الملك ، الذي سخر له الانس والجن وصلب الكون ولكنه على عظمه وملكه الذي لا ينبغي لأحد (٣٨ : ٣٥) :
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٢٢٩ ـ قال داود (عليه السلام) يا رب هل بات احد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك مني؟ فأوحى الله اليه نعم الضفدع وانزل الله تعالى على داود (عليه السلام): (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) فقال داود (عليه السلام) : يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي ثم ترزقني على النعمة الشكر فالنعمة منك والشكر منك فكيف أطيق شكرك؟ قال : يا داود الآن عرفتني حق معرفتي وفيه اخرج ابن المنذر عن عطاء بن يسار قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يخطب الناس على المنبر وقرأ هذه الآية قال : ثلاث من أوتيهن فقد اوتي ما اوتي آل داود قيل : وما هن يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وذكر الله في السر والعلانية وفيه عن ابراهيم التيمي قال قال رجل عند عمر : اللهم اجعلني من القليل فقال عمر : ما هذا الدعاء الذي تدعو به؟ قال : اني سمعت الله يقول : وقليل من عبادي الشكور فانا ادعوا الله ان يجعلني من ذلك القليل فقال عمر : كل الناس اعلم من عمر!