مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)(٢١)
آيات سبع تعرض سبأ في مسرح من حياة الفرح والترح ، إعراضا عن الرب الغفور وطيبة البلدة ، فابتلاء بسيل العرم ، عرامة بعرامة (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ).
و «سبأ» اسم رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة .. (١) فهم آباء قوم كانوا يسكنون جنوبي اليمن بأرض خصبة وبلدة طيبة ما تزال الى اليوم. منها بقية ، وقد ارتقوا في سلم الحضارة ونضارة الحياة المادية. لحد لا قبل له ، وقد تحكموا في مياه الأمطار الغزيرة التي كانت تأتيهم من البحر في الجنوب والشرق ، فأقاموا خزانا طبيعيا يتالف جانباه من جبلين ، وجعلوا على فم الوادي بينهما سدا ، فاختزنوا كميات هائلة من الماء وراء السد ، سدا لحاجاتهم المرحة ، وقد عرف باسم «سد مأرب»
و (جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ) قد تغيان ذلك الخصب والوفرة جانبي ذلك السد ، وهما آية من آيات النعمة الربانية كأنها خارقة العادة بين القرى المجاورة لها ، او منقطعة النظير!.
(كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ) حيث رزقكم إياه (وَاشْكُرُوا لَهُ) قالا وحالا واعمالا ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ـ (بَلْدَةٌ ـ طَيِّبَةٌ) في وفر النعم (وَرَبٌّ غَفُورٌ). بوفر الغفر والكرم ، على ما أنتم عليه من تقصير.
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٢٣١ ـ اخرج جماعة عن فروة بن مسيك المرادي قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ... فقال رجل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله ـ