الجماهيرية الاسلامية كالضرائب المستقيمة وغير المستقيمة وهي كلها لصالح المسلمين.
ثم إذ يأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بشيء فلا تخلّف عنه نظرة الإذن من غيره وليا وسواه كما كان في غزوة تبوك (١) ومن خلفيات هذه الولاية الاولوية المطلقة أن لو راى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صالحا في تطليق زوجتك طلقها دون استئمارك ، ام صالحا في حملك على عمل دون أجر او بأجر ، ام دفع مال بمقابل او دون مقابل ، أما ذا مما لك فيه الولاية نفسا وأهلا ومالا وحالا ، فهو أولى بك منك ، فضلا عما ليس لك فيه ولاية ، فهو فيه اولى منك في بعدين اثنين ولكنه لم يعهد عنه أمثال هذه التصرفات خلافا لمرضات المؤمنين وان كانت له بسناد ولايته المطلقة المخوّلة.
ثم الولاية الجماهيرية هي له أحرى من الشخصية ، حيث النبوة تنحو منحى الجماهير قبل الأشخاص ، وهي لصالح مجموعة الامة قبل افرادها ، وصالح الجماعة في ولاية وسواها أهم من صالح الأفراد.
ومن أهم الاهداف في ضابطة الولاية هنا هي الإمرة (٢) ألّا يخلد بخلد
__________________
(١) في المجمع وروي ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أراد غزوة تبوك وامر الناس بالخروج قال قوم : نستأذن آبائنا وأمهاتنا فنزلت هذه الآية
(٢) نور الثقلين ٤ : ٢٣٨ عن علل الشرايع باسناده الى عبد الرحمن لقصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سألته عن قول الله عز وجل (النَّبِيُّ أَوْلى ...) فيمن نزلت هذه الآية قال : نزلت في الإمرة ان هذه الآية جرت في الحسين بن علي (عليه السلام) وفي ولد الحسين فنحن اولى بالأمر وبرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المؤمنين والمهاجرين ، قلت : لولد جعفر فيها نصيب؟ فقال : لا ـ فعددت؟؟ ليه بطون عبد المطلب كل ذلك يقول : لا ـ ونسيت ولد الحسن فدخلت عليه بعد ـ