فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اشفِ عَمّي. فَقامَ ١ كَأَنَّما نَشِطَ مِن عِقالٍ ، فَقالَ أبو طالِبٍ : إنَّ رَبَّكَ بَعَثَكَ لِيُطيعَكَ؟! قالَ : وأنتَ ـ يا عَمِّ ـ إن أطَعتَ اللّه لَيُطيعَنَّكَ. ٢
٨٦٩. صحيح البخاري عن إسحاق بن عبد اللّه عن أنس بن مالك أصابَتِ النّاسَ سَنَةٌ عَلى عَهدِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَبَينَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَخطُبُ في يَومِ جُمُعَةٍ ، قامَ أعرابِيٌّ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، هَلَكَ المالُ ، وجاعَ العِيالُ ، فَادعُ اللّه لَنا. فَرَفَعَ يَدَيهِ ـ وما نَرى فِي السَّماءِ قَزَعَةً ٣ ـ فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما وَضَعَها حَتّى ثارَ السَّحابُ أمثالَ الجِبالِ ، ثُمَّ لَم يَنزِل عَن مِنبَرِهِ حَتّى رَأَيتُ المَطَرَ يَتَحادَرُ عَلى لِحيَتِهِ صلىاللهعليهوآله ، فَمُطِرنا يَومَنا ذلِكَ ، ومِنَ الغَدِ ، وبَعدَ الغَدِ ، وَالَّذي يَليهِ ، حَتَّى الجُمُعَةِ الاُخرى.
وقامَ ذلِكَ الأَعرابِيُّ ـ أو قالَ غَيرُهُ ـ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، تَهَدَّمَ البِناءُ وغَرِقَ المالُ ، فَادعُ اللّه لَنا ، فَرَفَعَ يَدَيهِ فَقالَ : اللّهُمَّ حَوالَينا ولا عَلَينا ، فَما يُشيرُ بِيَدِهِ إلى ناحِيَةٍ مِنَ السَّحابِ إلاَّ انفَرَجَت ، وصارَتِ المَدينَةُ مِثلَ الجَوبَةِ ٤ وسالَ الوادي قَناةُ شَهرا ، ولَم يَجِئ أحَدٌ مِن ناحِيَةٍ إلاّ حَدَّثَ بِالجَودِ. ٥
٨٧٠. الإمام الكاظم عليهالسلام : إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليهالسلام قالَ : دَخَلتُ السّوقَ فَابتَعتُ لَحما بِدِرهَمٍ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في المصدر : «فقال» ، وما أثبتناه من باقي المصادر.
٢. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٢٧ ح ١٩٩١ ، المعجم الأوسط : ج ٤ ص ٢٠٠ ح ٣٩٧٣ ، تاريخ بغداد : ج ٨ ص ٣٧٧ الرقم ٤٤٧٩ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج ٦ ص ١٨٤ كلّها نحوه؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٨٣ ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٤٩ ح ٦٧ وفيهما إلى «نشط من عقال» ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٩ ح ١٦.
٣. أي قطعة من الغيم (النهاية : ج ٤ ص ٥٩ «قزع»).
٤. الجَوْبة : هي الحفرة المستديرة الواسعة ؛ أي حتّى صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة (النهاية : ج ١ ص ٣١٠ «جوب»).
٥. صحيح البخاري : ج ١ ص ٣١٥ ح ٨٩١ وص ٣٤٩ ح ٩٨٦ ، سنن النسائي : ج ٣ ص ١٦٦ ، صحيح مسلم : ج ٢ ص ٦١٤ ح ٩ نحوه ، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ٤٤٨ ح ٣٧٠؛ الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥٨ ح ٩٩ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٤ ح ٣٨.