وذُرَةً بِدِرهَمٍ ، فَأَتيتُ بِهِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، حَتّى إذا فَرَغَت مِنَ الخَبزِ وَالطَّبخِ قالَت : لَو دَعَوتَ أبي.
فَأَتَيتُهُ وهُوَ مُضطَجِعٌ ، وهُوَ يَقولُ : «أعوذُ بِاللّه مِنَ الجوعِ» ضَجيعا. فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ عِندَنا طَعاما. فَقامَ وَاتَّكَأَ عَلَيَّ ، ومَضَينا نَحوَ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَلَمّا دَخَلنا : قالَ : هَلُمَّ طَعامَكِ يا فاطِمَةُ ، فَقَدَّمَت إلَيهِ البُرمَةَ ١ وَالقُرصَ ، فَغَطَّى القُرصَ وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَنا في طَعامِنا.
ثُمَّ قالَ : اِغرِفي لِعائِشَةَ فَغَرَفَت ، ثُمَّ قالَ : اِغرِفي لاُمِّ سَلَمَةَ فَغَرَفَت ، فَما زالَت تَغرِفُ حَتّى وَجَّهَت إلى نِسائِهِ التِّسعِ قُرصَةً قُرصَةً ومَرَقا. ثُمَّ قالَ : اِغرِفي لِأَبيكِ وبَعلِكِ.
ثُمَّ قالَ : اِغرِفي وكُلي وَأهدي لِجاراتِكِ. فَفَعَلَت ، وبَقِيَ عِندَهُم أيّاما يَأكُلونَ. ٢
٨٧١. المستدرك عن سهل بن حنيف عن عثمان بن حنيف : سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله وجاءَهُ رَجُلٌ ضَريرٌ فَشَكا إلَيهِ ذَهابَ بَصَرِهِ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، لَيسَ لي قائِدٌ وقد شَقَّ عَلَيَّ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اِيتِ الميضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ قُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، يا مُحَمَّدُ ، إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلى رَبِّكَ فَيُجلِيَ لي عَن بَصَري ، اللّهُمَّ شَفِّعهُ فِيَّ وشَفِّعني في نَفسي.
قالَ عُثمانُ : فَوَاللّه ما تَفَرَّقنا ولاطالَ بِنَا الحَديثُ ، حَتّى دَخَلَ الرَّجُلُ وكَأَنَّهُ لَم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. البُرْمة : القِدْرُ مُطلقا ، وجمعها برام ، وهي في الأصل المُتَّخذةُ من الحجر المعروف بالحجاز واليمن (النهاية : ج ١ ص ١٢١ «برم»).
٢. قرب الإسناد : ص ٣٢٥ ح ١٢٢٨ عن معمر عن الإمام الرضا عليهالسلام ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ١٠٨ ح ١٧٩ ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٣٠ ح ٢٠.