أخفافُها ولا حَوافِرُها. ١
٨٧٥. الخرائج والجرائح : إنَّ أصحابَهُ أيِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله يَومَ الأَحزابِ صاروا بِمَعرِضِ العَطَبِ لِفَناءِ الأَزوادِ ، فَهَيَّأَ رَجُلٌ قوتَ رَجُلٍ أو رَجُلَينِ ـ لا أكثَرَ مِن ذلِكَ ـ ودَعَا النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله فَانقَلَبَ القَومُ وهُم اُلوفٌ مَعَهُ ، فَدَخَلَ ، فَقالَ صلىاللهعليهوآله : غَطّوا إناءَكُم فَغَطَّوهُ ، ثُمَّ دَعا وبَرَّكَ عَلَيهِ ، فَأَكَلوا جَميعا وشَبِعوا ، وَالطَّعامُ بِهَيئَتِهِ. ٢
٨٧٦. الخرائج والجرائح : إنَّهُ لَمّا أصابَ النّاسَ بِالحُدَيبِيَةِ جوعٌ شَديدٌ ، وقَلَّت أزوادُهُم ٣ لِأَنَّهُم أقاموا بِها بِضعَةَ عَشَرَ يَوما ، فَشَكَوا إلَيهِ ٤ ذلِكَ ، وأمَرَ بِالنَّطعِ ٥ أن يُبسَطَ ، وأمَرَهُم أن يَأتوا بِبَقِيَّةِ أزوادِهِم فَيَطرَحوا ، فَأَتَوا بِكَفٍّ مِن دَقيقٍ وتُمَيراتٍ. فَقامَ ودَعا بِالبَرَكَةِ فيها ، وأمَرَهُم بِأَن يَأتوا بِأَوعِيَتِهِم فَمَلَؤوها حَتّى لَم يَجِدوا لَهُ مَحَلاًّ. ٦
٨٧٧. الخرائج والجرائح عن أسماء بنت عميس : كُنّا مَعَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله في غَزوَةِ حُنَينٍ ، فَبَعَثَ عَلِيّا في حاجَةٍ ، وقَد صَلّى رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله العَصرَ ولَم يُصَلِّها عَلِيٌّ عليهالسلام ، فَلَمّا رَجَعَ وَضَعَ رَسولُ اللّه رَأسَهُ في حِجرِهِ حَتّى غَرَبَتِ الشَّمسُ ، فَلَمّا رَفَعَ النَّبِيُّ رَأسَهُ ، قالَ عَلِيٌّ : لَم أكُن صَلَّيتُ العَصرَ! فَقالَ النَّبِيُّ : اللّهُمَّ إنَّ عَلِيّا حَبَسَ بِنَفسِهِ عَلى نَبِيِّكَ ، فَرُدَّ لَهُ الشَّمسَ ، فَطَلَعَت حَتَّى ارتَفَعَتِ الشَّمسُ عَلَى الحيطانِ وَالأَرضِ حَتّى صَلّى عَلِيٌّ العَصرَ ، ثُمَّ غَرَبَت. قالَت أسماءُ : وذلِكَ بِالصَّهباءِ ٧ ، في غَزوَةِ حُنَينٍ ، وإنَّ عَلِيّا صَلّى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ١٦١ ح ٢٥٠ ، بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٠ ح ٣١.
٢. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٢٧ ح ١٤ ، إعلام الورى : ج ١ ص ٨٠ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٢٦ ح ٧.
٣. زادُ المُسافِر : طعامه المتّخذُ لسفره ، والجمع أزواد (المصباح المنير : ص ٢٥٩ «زاد»).
٤. أي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله.
٥. النطع : بساط من الأديم (مجمع البحرين : ج ٣ ص ١٧٩٨ «نطع»).
٦. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ١٢٣ ح ٢٠٤ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٣٥٧ ح ٧.
٧. الصهباء : موضع قرب خيبر (تاج العروس : ج ٢ ص ١٥٨ «صهب»).