قالَ : فَرَأَيتُهُ وهُوَ ابنُ ثَلاثٍ وتِسعينَ ، وما في رَأسِهِ ولِحيَتِهِ شَعرَةٌ بَيضاءُ. ١
٣. أبو قِرصافَةَ ٢
١٢٠٧. دلائل النبوّة عن أبي قرصافة صاحب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كانَ بَدءُ إسلامي أنّي كُنتُ يَتيما بَينَ اُمّي وخالَتي ، وكانَ أكثَرُ مَيلي إلى خالَتي ، وكُنتُ أرعى شُوَيهاتٍ لي ، فَكانَت خالَتي كَثيرا ما تَقولُ لي : يا بُنَيَّ ، لا تَمُرَّ بِهذَا الرَّجُلِ ـ تَعنِي النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله ـ فَيُغوِيَكَ ويُضِلَّكَ ، فَكُنتُ أخرُجُ حَتّى آتِي المَرعى وأترُكُ شُوَيهاتي ، ثُمَّ آتِي النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله فَلا أزالُ عِندَهُ أسمَعُ مِنهُ ، وأروحُ بِغَنَمي ضُمرا يابِساتِ الضُّروعِ.
فَقالَت لي خالَتي : ما لِغَنَمِكَ يابِساتِ الضُّروعِ؟ قُلتُ : ما أدري.
ثُمَّ عُدتُ إلَيهِ اليَومَ الثّانِيَ ، فَفَعَلَ كَما فَعَلَ اليَومَ الأَوَّلَ ، غَيرَ أنّي سَمِعتُهُ يَقولُ : أيُّهَا النّاسُ ، هاجِروا وتَمَسَّكوا بِالإِسلامِ ؛ فَإِنَّ الهِجرَةَ لا تَنقَطِعُ مادامَ الجِهادُ ، ثُمَّ إنّي رَجَعتُ بِغَنَمي كَما رُحتُ اليَومَ الأَوَّلَ.
ثُمَّ عُدتُ إلَيهِ اليَومَ الثّالِثَ ، فَلَم أزَل عِندَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله أسمَعُ مِنهُ حَتّى أسلَمتُ وبايَعتُهُ وصافَحتُهُ بِيَدي ، وشَكَوتُ إلَيهِ أمرَ خالَتي وأمرَ غَنَمي.
فَقالَ لي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : جِئني بِالشِّياهِ ، فَجِئتُهُ بِهِنَّ ، فَمَسَحَ ظُهورَهُنَّ وضُروعَهُنَّ ، ودَعا فيهِنَّ بِالبَرَكَةِ فَامتَلَأنَ شَحما ولَبَنا ، فَلَمّا دَخَلتُ عَلى خالَتي بِهِنَّ قالَت : يا بُنَيَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. صحيح ابن حبّان : ج ١٦ ص ١٣٢ ح ٧١٧٢ ، المستدرك على الصحيحين : ج ٤ ص ١٥٥ ح ٧٢٠٩ ، مسند ابن حنبل : ج ٨ ص ٤٤٤ ح ٢٢٩٤٦ ، المعجم الكبير : ج ١٧ ص ٢٨ ح ٤٧؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٨٣ ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥٠ ح ٧٥ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١١ ح ٢٤.
٢. اسمه جندرة بن خيشنة الكنانيّ ، كان صحابيا ، نزل الشام ، مشهور بكنيته ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله قد كساه برنسا ، وكان الناس يأتونه فيدعو لهم ويبارك فيهم فيعرف البركة فيهم. (راجع أُسد الغابة : ج ٦ ص ٢٤٧ ، طبقات المحدّثين بأصبهان : ج ٣ ص ٤٣٤ ، تقريب التهذيب : ج ٢ ص ٤٥٤).