فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أقصَى القَومِ ، يُقالُ لَهُ : سَوادَةُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي يا رَسولَ اللّه ، إِنَّكَ لَمّا أقبَلتَ مِنَ الطّائِفِ ، استَقبَلتُكَ وأنتَ عَلى ناقَتِكَ العَضباءِ وبِيَدِكَ القَضيبُ المَمشوقُ ، فَرَفَعتَ القَضيبَ وأنتَ تُريدُ الرّاحِلَةَ فَأَصابَ بَطني ، فَلا أدري عَمدا أو خَطَأً ، فَقالَ صلىاللهعليهوآله : مَعاذَ اللّه أن أكونَ تَعَمَّدتُ!
ثُمَّ قالَ : يا بِلالُ ، قُم إلى مَنزِلِ فاطِمَةَ فَائتِني بِالقَضيبِ المَمشوقِ. فَخَرَجَ بِلالٌ وهُوَ يُنادي في سِكَكِ المَدينَةِ : مَعاشِرَ النّاسِ ، مَن ذَا الَّذي يُعطِي القِصاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ؟! فَهذا مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله يُعطِي القِصاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ ....
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : أينَ الشَّيخُ؟ فَقالَ الشَّيخُ : ها أنَا ذا يا رَسولَ اللّه ، بِأَبي أنتَ واُمّي! فَقالَ : تَعالَ ، فَاقتَصَّ مِنّي حَتّى تَرضى.
فَقالَ الشَّيخُ : فَاكشِف لي عَن بَطنِكَ يا رَسولَ اللّه. فَكَشَفَ صلىاللهعليهوآله عَن بَطنِهِ ، فَقالَ الشَّيخُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّه! أتَأذَنُ لي أن أضَعَ فَمي عَلى بَطنِكَ؟ فَأَذِنَ لَهُ.
فَقالَ : أعوذُ بِمَوضِعِ القِصاصِ مِن بَطنِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله مِنَ النّارِ يَومَ النّارِ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : يا سَوادَةَ بنَ قَيسٍ ، أتَعفو أم تَقتَصُّ؟ فَقالَ : بَل أعفو يا رَسولَ اللّه.
فَقالَ صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اعفُ عَن سَوادَةَ بنِ قَيسٍ كَما عَفا عَن نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. ١
٢٥. عَبدُ اللّه بنُ جَعفَرٍ ٢
١٢٣٣. المناقب : ٣ مَرَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بِعَبدِ اللّه بنِ جَعفَرٍ وهُوَ يَصنَعُ شَيئا مِن طينٍ مِن لُعَبِ الصِّبيانِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الأمالي للصدوق : ص ٧٣٣ ح ١٠٠٤ ، روضة الواعظين : ص ٨٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٢٣٥ ، بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٥٠٨ ح ٩ ، وراجع كنز العمّال : ج ١٥ ص ٩١ ح ٤٠٢٢٢ و ٤٠٢٢٣.
٢. من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وعليّ والحسن عليهماالسلام ، قليل الرواية. (رجال البرقي : ص ٢ ، رجال الطوسي : ص ٤٢